الأربعاء, 10 مارس 2010 اسمه ونسبه وكنيته اسمه : محيى الدين معلم مكرم نسبه: القحطاني, اليمني الصومالي المقدشي مولدا. كنيته: شيخ الكمل. مولده ونشأته: ولد الشيخ في عام 1247هـ ونشأ يتيما في حضن أمه التي هيأت له أسباب العلم والنبوغ. شيوخه : الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ (الشيخ الصوفى ). والشيخ أبو بكر بن إبراهيم الجنبللى. والشيخ العابد أحمد حاج المهدى وغيره من أجلاء علماء أرضنا الصومال ، وقد لقي الشيخ محيى الدين معلم مكرم من أخير الصالحين وعلماء فاضلين فأقتبس منهم وحظى ببركاتهم وأثنى عليه المشائخ العارفون وعظموه ومدحوه وأذنوا له بالفتوى وكان عمره 19 سنة . أقوال العلماء في الثناء على الشيخ: أثنى العلماء على الشيخ محيى الدين ثناء عاطرا ووصفوه بالعلم والورع ومن أبرز أقوالهم في ذلك مايأتي: قال الشيخ ابوبكر بن الشيخ حاج المهدي: كان الشيخ محيى الدين يفسر جميع كتب الفقه متعمقا في شروحه كأنه حضر الوحي عند نزوله عن -النبي صلى الله عليه وسلم- وأسمع الحاضرين ما أعجزهم في الإتيان به من دقائق معني الفقه. قال الشيخ أبو بكر بن شيخ محيى الدين: لو استقصينا ثناء العلماء على الشيخ محيى الدين في حفظه وإتقانه وعلمه وفقهه وورعه وزهده وعبادته لطال علينا, وقد كان صفاته رحمه الله في غاية الحياء والشجاعة والكرم والورع, فكان الشيخ محيى الدين جامعا بين العلم والعمل. قال فيه الشيخ علي صوفي: لو لا مكان العجم لكان شيخي الشيخ محيى الدين بن معلم مكرم أفقه من ابن حجر الهيثمي. سيرته وأخلاقه: كان الشيخ محيى الدين معلم مكرم مهابا جدا وكان مقصدا لطلاب علم الفقه ودراسة الكتب المعتمدة في المذهب الشافعي مثل الإرشاد والمنهاج وغيرهما يأتون إليه من أطراف أراضى الصومال وليس معهم مال يستعينون به على تحصيل العلوم . وكان كثير البر بأهل العلم من الطلبة الفقراء ويحسن إليهم بأن يحث على أغنياء بلده بكفالة طلبة العلم فيكون الطالب عنده ويعيش معه فيرضون بذلك ويعلم الشيخ الطالبين حسبة لله تعالى لايأخذ منهم شيئا . قد نشأ فى عبادة المولى صغيرا فاستدام ، كان معوان العيون لأهل العلم ولسانا ناطقا لجميع أراضينا وبدرا بدا ، كان سره عظيما ، وكان ساكتا عن حديث الدنيا غير وقت الفضل عامرا بالورد وقته أو بالدرس . وكان مخفوض الجناح لأهل الخير جم التواضع، وكان زاجرا لأهل الضلالة لايخاف ولايبالى لومة لائم في رد مقالتهم، أفنى عمره فى التعليم والإرشاد والتدريس فى المساجد وكان يدرس كل فن من فنون العلم ، لاسيما تدريس مصنفات الفقه مثل منهاج الطالبين للنووى مع شرحه ،وتحفة المحتاج لإبن حجر والنهاية للرملى والمغنى للخطيب ،وإرشاد الغاوى لإسماعيل المقرئ مع شروحه فتح الجواد والإسعاد والتمشية وغيرها ، فلم يكن فى الصومال أرفع منصبا عن هذا التدريس فى المساجد . وقد كان الشيخ محيى الدين معلم مكرم رحمه الله نشر العلوم الشرعية وأفاد خلائق من الطلاب بلاحصر ولا عد تخرجوا على يده علماء عاملين ، وانتفع بعلومه الطلاب طبقة بعد طبقة ، ولم يزل الشيخ رحمه الله في تدريس العلوم إلى أن توفى الله روحه ، وقد انتهت إليه رياسة العلم فى مقديشو ، وهو أول من بدأ بالدراسة المنظمة في المساجد، وكانت مغلقة قبله ففتح الشيخ الراحل محيى الدين معلم مكرم القحطانى الشافعي بذلك . تلاميذته: كما ذكرنا سابقا تخرج على يد الشيخ علماء كثيرون انتشروا فى أنحاء الصومال ومن هؤلاء : العالم العلامة الشيخ محمد فقيه يوسف الشاشى. والشريف أبو كر بن الشريف الملقب (يارجال). والفقيه العارف با الله الشيخ على صوفى الأوغاديني. والشيخ عبد الله القطب من معلم بن يوسف . والشيخ على سمتر حسن. والشيخ العلامة الشيخ محمد حاج عمر البراوى الفقيه . والفقيه النحرير العارف با الله شمس الدين الشيخ قاسم البراوى. والشريف علي بن أبى بكر بن محمد العيدروس قاضى وخطيب بمسجد الجامع بشنغانى بمقديشو، وآخرون ليس بالإمكان حصرهم وذكره فى هذه السطور القليلة . وفاة الشيخ : توفى الشيخ رحمه الله سنة 1337هــ وكان عمره عند وفاته 63 سنة . وبعد وفاة الشيخ توارث أحفاده فى مقام التدريس والإفتاء والقضاء وابناءه هم الشيخ محمد بن الشيخ محيى الدين معلم مكرم ، والشيخ أبى بكر بن قاضى الشيخ محيى الدين بن معلم مكرم ، والشيخ على بن الشيخ محيى الدين بن معلم مكرم ، وبعد وفاتهم وجد من بعض أولادهم من يقوم بالتدريس والخطابة ومنهم العالم العلامة والبحر الفهامة الشيخ محمد بن الشيخ على بن الشيخ محيى الدين معلم مكرم الملقب بالشيخ بانه ، والشيخ محيى الدين بن الشيخ أبى بكر بن الشيخ محيى الدين معلم مكرم الملقب بالشيخ دينلى . الكاتب : عبد القادر محمد عبد القادر طالب فى جامعة إفريقيا العالمية كلية الشريعة والقانون ــ قسم القانون